جمال200 عضو مجتهد
رقم العضوية : 18 عدد المشاركات : 475 النقاط : 16073 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/10/2010 العمر : 29 المزاج : ممتاز
| موضوع: العقل والقلب من منظور القران الكريم الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:11 am | |
| عمار سليمان
الحمدلله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد المرسلين، وإمامالمتَّقين، وصاحب الحقِّ المبين، وعلى آله الطاهِرين وصحْبِه الغُرِّالطيِّبين.
تميَّز الإنسانُ عن سائِر الخلائق بنعمة التعقُّل والفهْم، وحَباه الرحمن أنْ يسَّر له عقلاً يُدرِك الأمورَ ومآلَها، ويَفصِل به بين الحق والباطل، وبين الدائم (الآخِرة) والزائل (الدنيا)، فالعاقل مَن عقل فرسه للمُضِيِّ إلى جنَّةٍ عرضها السماوات والأرض، فازَ بها أهلُ العقل، وحادَ عنها أهلُ الضَّلال والجهْل.
ولمَّا كان العقل مَناطَ التكليف، وبه يتحصَّلُ الرُّقِيُّ والتشريف، كان لا بُدَّ من الاهتِمام بدِراسة آليَّات عمله،والاستِفادة من طاقته وإمكانيَّاته، والتي إلى الآن يَكتَنِفها كثيرٌ منالغُمُوض؛ وهذا لأنَّ آليَّة عمل العقْل مُعقَّدة بدرجةٍ كبيرة ومَهُولة؛فإنَّ سرعة نقْل المعلومة من الجِهاز العصبي إلى اليد لِتتحرَّك تكونكلَمْح البصر؛ ولهذا كان الدُّخول إلى هذا المِضمار شاقًّا ومُضنيًالكنَّه مفيد، وإنِ استَطاع الإنسان تَفعِيل عقلِه على الشكْل الذي أرادَهالله - تعالى - لا شَكَّ أنَّه سيَنال التَّمكِين والاستِخلاف في أرْضالله بكُلِّ ثقةٍ ويَقِين.
ومع كثْرة البُحوث التي درستْآليَّات عملِ العقل وعلاقتها في الدِّماغ... إلى آخِرِه من النظريات التيلا زالتْ بين الأخْذ والردِّ بين العُلَماء، وللإسلام رأيٌ من خِلالالقرآن الكريم الذي هو منبع العلم وأصلُه، وغيرُه له تابعٌ، والفرْق بينهوبين غيرِه بونٌ شاسِع، وغيرُه مُعتَمِدٌ عليه، ودونه لن تستَوِيللبشريَّة حياة هادِئة مطمئنَّة - كان لا بُدَّ من نظرةٍ إلى "كيف ينظُر القرآن إلى عقل وقلب الإنسان؟".
نظرة في كيف نظَر القرآن إلى آليَّة التعقُّل عند بني الإنسان:
يقول - تعالى -: ﴿ أَفَلَمْيَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْآذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْتَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].
ونحننَسِير مع سَيْرِ القرآن؛ إذ جعَل مُضغَة القلب فيها تعقُّل، فبِبَياضِهايعرف الحقّ ويعقل، وبِسَوادها يُظلِم الإنسان ويجهَل، وإنْ نظرنا إلى أنَّالقلب له دورٌ في التعقُّل والإدراك، فإنَّ لبَياضِه دورًا في نجاةالإنسان من الشَّهوات والشُّبهات، ويصل به أنْ بيَّض جماله بالطَّاعات إلىأعالي الجنَّات.
وإنَّ العقل بتَفكِيره وتَحلِيله يَصِلُ بك إلى قرارٍ معين؛ فإنَّ القلبَ هو العقل المرشِد للاختِيار من بين بَدائِل الخِيار..
وفي المثال يتَّضح البيان:
هَبْأنَّك شرعتَ في معصية وأعددتَ لها، واتَّخذت كُلَّ الأساليب لإسعاد نفسك،وفي الوقت نفسِه جاءَك تأنيبُ الضمير، واشتغلتْ عليك النفس اللوَّامة،فأنت في مِحَكٍّ بين إسعاد الذات وجلْدها بالسِّياط، وهنا يأتي دورُ القلبوتعقُّله؛ فإنْ عَقِلَ أنَّ الإسعاد مُؤقَّت وعليه تُبنَى وَيْلات وآهات،مالَ (أي: اتَّجه) لاتِّخاذ القَرار الذي بهيجلد الذات ويَكبَح جِماحَها عن الحَرام، وأمَّا إنْ تابَع هَواه وسارَإلى اللذَّات المتقطِّعة، هنا جَهِلَ القلب وسُوِّدَ، ونُكِت به نكتةٌسَوداء تُقلِّل فهمَه وتسلب وعيَه.
ولَمَّا رأينا ماللقلب من مكانٍ في التعقُّل والتفكير والإرشاد إلى الهدي، والسَّيْر علىخُطَى الحبيب النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجَب علينا أن نضَع بعضَالآليَّات التي تُساعِدنا على تَبيِيض هذه المُضغَة لنَنعَم بالتعقُّلونصلح للتدبُّر.
أمورٌ تُساعِدك على تَبييض قلبك، وتُعِينك على إسعاد نفسِك وتَنوِير عقلك:
1 - الصبر واليقين:
لأنَّالعلوم - وخاصَّة الدينيَّة منها - تحتاج إلى مجاهدةٍ، وهذه مَناطُهاالصبرُ، وتَحتاج إلى مُثابَرةٍ، وهذه لا تحصل إلاَّ باستِشعار الأجْر،فإنِ استَشعَر قلبُ العبد اللذَّات التي هو مُتحصِّل عليها وتيقَّن بها،استُخلِف ونالَ التَّمكِين، فالعلمُ ليُحصِّله الإنسان يحتاج إلى صبرٍ علىجهْد، ويقين للمثابر على أمره.
2 - الأذكار:
إنَّ مَن أكثَرَ من الأذكار أنعَمَ الله عليه بقلبٍ ملؤه الأفكار، أمَا رأيتَ كيف كتب "صيد الخاطر"من قبل الإمام الهُمام، والأسد المِقدام، حامي السنَّة وقامِع البدعة ابنالجوزي؛ ولهذا لما أفرَغَ على قلبه كثرةَ الاستِغفار والأذكار حَبَاه اللهما نفَع من أفكارٍ، فسارتْ بها الرُّكبان، وانتَفَع بها عددٌ كبيرٌ منالأنام، فأكثِرْ من الاستِغفار تَنل البركة في العقل، ويُرشِدك الله لماصَحَّ من النقل.
3 - الإخلاص:
إنَّأيَّ عملٍ لا يكون أصلُه لله - تعالى - سوَّد قلبَ صاحبه، ونالَ الرِّياءمن سُوَيدائِه؛ فأهلك ذاك القلب وعفن، وأصبح خَرابًا للطَّمَعِ والجَشَع،فيقل إدراكه ويعدم فهمه، وأصبح كالذين وصَفَهم الله بأنَّ لهم قلوبًا لايَعقِلون بها، وأمَّا إنِ التَزَمَ في عمله الإخلاص عادَ عليه بالبَياضوالرَّخاء، وبالبركة في الفهْم، والاستِزادة من العلْم؛ ولهذا اجعَل كلَّعملك لله خالِصًا يُبارِك لك الله في كلِّ أمرٍ كنتَ له سائرًا.
كلمة أخيرة:
حافِظْعلى بَياض قلبِك، واعلمْ أنَّ السَّعادة والعِلم والفهْم تحتاج إلى قلوبٍبَيضاء تعلَم الحَلالَ والحَرامَ، وتَسِير على خُطَى الرحمن، وتستنُّبسنَّة العدنان، وتنعم بما آتاها الله من فهْمٍ بجنَّة الرِّضوان.
| |
|
mr_zouhir مشرف
رقم العضوية : 3 عدد المشاركات : 872 النقاط : 16904 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: العقل والقلب من منظور القران الكريم الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 1:47 pm | |
| | |
|
عيون عضو نشيط
رقم العضوية : 35 عدد المشاركات : 156 النقاط : 15601 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 31/10/2010 العمر : 30 المزاج : حلووووو
| موضوع: رد: العقل والقلب من منظور القران الكريم الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 pm | |
| :151: | |
|
mr_zouhir مشرف
رقم العضوية : 3 عدد المشاركات : 872 النقاط : 16904 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: العقل والقلب من منظور القران الكريم الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:51 pm | |
| | |
|
جمال200 عضو مجتهد
رقم العضوية : 18 عدد المشاركات : 475 النقاط : 16073 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/10/2010 العمر : 29 المزاج : ممتاز
| موضوع: رد: العقل والقلب من منظور القران الكريم الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 10:54 am | |
| | |
|
mr_zouhir مشرف
رقم العضوية : 3 عدد المشاركات : 872 النقاط : 16904 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: العقل والقلب من منظور القران الكريم الأربعاء ديسمبر 01, 2010 9:06 am | |
| | |
|